ثالــــث الأكــــــــــوان

ولان الحرية هي انعدام الحدود...
وحضورها..هو كــ التمرّد المباح الذي بالغ الجميع في الاستفادة منه..
والتمتع من أحقيتهم به قدر الإمكان.

فإن القلوب الشابّة عندما تتكاثر أعدادها وتجتمع في مكان واحد
ستكون القوة الفعليّة لتمردّهم المباح لن تحصى..ولن يدرك مداها او حدودها أحد.

كتبت الأقدار في كل مكان آخر أن تكون اطراف المدن هي نهاياتها
وكتبت أقدارنا ان تكون أطراف مدننا هي أكبر مواقع الحياهـ فيها..
حيث ملتقيات الشباب ومخيّماتهم..

ولأنني من الأشخاص ذوي القلوب التي اعتادت الإتكاء على من حولها
فقد حرصت على أن أحيط نفسي بمن ثبتوا في أماكنهم..وحسنت عشرتهم.. و لذّ لي البقاء معهم..

الأصحاب حتى وانا ضيّعت لاجلهم الساعات والاجزاء الكبيرة من العمر..
فقد فرّغت لهم مساحات شاسعة داخل قلبي الذي اتفاخر بحدوده (اللامحدوده) ..

تذكرت الانشودة التي حفظتها عندما كنت في المرحلة المتوسطة
أُحبكم أُصيحابى وربى
وجاوز حُبكم حد اعتدالى


وكأنها تحدّثني عن أجمل سنين العمر وهي تكاد أن تنقضني
وكأنها تنبأني بأننا أصبحنا جماعة..لكن ســ نمسي فرادى

تقول بأن مكان ما قد ضمّنا..قد فارقه ساكنيه
بعد ان وفى لهم شهور طويلة..لكنهم تسابقوا على توديع أركانه في اللحظة التي توهمّوا بإهتزازها قليلا
لكنه حينها فقط ارتجف من بعض شراراتٍ في عيونهم
أرعبه صمتهم..فــ صمت ..

كانوا مجموعه صغيرة..تقارب العشرة أشخاص..
لكن في واقعها وباطن النفوس تتفرق الى مجموعات أصغر تتكون كل واحده منها في الغالب من شخصين..ولا تزيد أبدا عن ثلاثه..
فـ حتى وان تجمّعوا وضحكوا جميعا ..تبقى هذه المجموعة الأكبر في المرتبة الثانية بعد مجموعاتهم الصغيرة..

وكأني وقتها حين أعلنت إستقلالي التام..حين غمرتهم بالوفاء العادل..قد كسرت كل حدود الجماعات.. وملكتهم بالكامل حتى وان كنت الأخير ..البعيد..
الذي أتى ولم يرى أحدا منهم قدومهم
الذي بقي ولم يتوقعوا دوامه..

ليست أساليب سياسية او كلمات إحتالية..او حتى صمت حكمة ســ يفي بالغرض.

لكن أحيانا قصر نظرك وبساطة نواياك وأفكارك هي من أعظم النعم التي رزقت بها..
لأنك لن ترى ما يرون..لن تقرأ ما بين سطورهم..
او أن تنشغل بتحليلاتهم..و تؤمن بتفسيراتهم..
لست مطالبا بالإعتراف بالحدّ الأدني من الشكوك الذي يظنونه لا بد وان يلتزم به كل انسان..

انت فقط معهم..
تتعايش مع ظواهرهم الجميلة
حتى تعرف في داخلك..
انهم لم يأتمنوا لــ شيء..
مثل ما يأتمنوا لصحبتك..

قرّت سرائرهم بك..
وابتهجت نفسك بما توقف عندهـ بصرك وسمعك ..
و اهتمامك ..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

وجوه، آسقت شبابنا

جسد الحاضر

أكثر من “غربة”